قال الله تعالى في سورة الفتح : "إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا
لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا"
اللهم صلى على حبيبك و حبيبنا محمد عدد من صلى عليه و صلي عليه عدد من لم يصلي عليه و صلي عليه عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.
إن توقير النبي صلى الله عليه و سلم من أسمى العبادات التى ترقى بها النفس و تسمو بها الروح و ترق لها القلوب و تحاذ بها المنازل و ترتفع بها المنازل..
كان الصحابة و السلف الصالح على إختلاف العصور و الأزمان يوقرون النبي صلى الله عليه و سلم..و كان لهم في هذا الدرب من التوقير ما لا تتخيله العقول من الأفعال و الأدب الجم في التعامل مع أحاديث النبي بل و مجرد سماع إسمه أو يذكر إسم النبي في مجلس للعلم.
و من ما نقل من الأخبار عن التابعين و السالفين أن بعضهم كان ينخرط في البكاء الشديد عند سماع حديث النبي , منهم من يصفر وجهه عندما يحدث عن النبي..
و على سبيل المثال فقد كان الإمام مالك عندما يريد أن يحاضر طلبة العلم عن الحديث كان يقوم فيتوضأ أولا و يستطيب و يمشط لحيته و يلبس أرقى ثيابه ثم يبدأ في الحديث.
و مما قيل عنه أنه كان لا يقضي حاجته في المدينة و بدلا من ذلك كان يخرج إلى أطراف المدينة ليقضي حاجته و ذلك إجلالا لأرض كان يعيش النبي عليها و دفن فيها.
و قيل أنه كان لا يمتطي دابته في المدينة حتى لا يتعالى على أرض النبي.
و منهم من كان راقدا في مرضه فأراد أن يروي حديثا عن النبي فقام و إعتدل و لما سأل عن هذا قال هذا توقيرا للنبي.
و منهم من كان لا يرد بحديث و هو يمشي في الطريق حتى يجلس و يتهيأ للحديث و كانت العلة أنه كان يوقر النبي صلى الله عليه و سلم..
و قد كانوا يتعاملون مع كلام النبي و كأنه يلقى عليهم من النبي نفسه.
و قد روي أن الحسن البصري كان يبكي عندما يروي حديث الجذع و يقول للناس يا عباد الله هذه خشبة تحن لرسول الله صلى الله عليه و سلم لما له من مكانة فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه.
إن من غلبه الشوق تعرف لحاله الدموع و النحيب. و من ذكر حبيبه يلتهب القلب بالأشواق. و من زاد حبه زاد شوقه لحبيبه.
و أي حب يعادل حب النبي بعد حب الله بل إن حب النبي من حب الله و توقيره من توقير النبي.
فهنيئا لمن ألهب الشوق قلبه و ملأت الدموع عينه و إستمتع بذكر محبوبه.
لطالما زكاه الله من فوق سبع سموات فقال تعالى:
فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك.
لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم.
و إنك لعلى خلق عظيم.
و رفعنا لك ذكرك.
ما زاغ البصر و ما طغى.
قال الشاعر:
ولو وزنت به عرب وعجم *** جعلت فداه ما بلغوه وزناً
إذا ذكر الخليل فذا حبيب *** عليه الله في القرآن أثنى
وإن ذكروا نجى الطور فاذكر *** نجى العرش مفتقراً لتغنى
وإن الله كلم ذاك وحياً *** وكلم ذا مخاطبة وأثنى
ولو قابلت لفظة لن تراني *** لـ"ما كذب الفؤاد" فهمت معنى
فموسى خر مغشياً عليه *** وأحمد لم يكن ليزيغ ذهناً
وإن ذكروا سليمانًا بملك *** فحاز به الكنوز وقد عرضنا
فبطحا مكة ذهباً أباها *** يبيد الملك واللذات تفنى
وإن يك درع داود لبوساً *** يقيه من اتّقاء البأس حصنا
فدرع محمد القرآن لما *** تلا: "والله يعصمك" اطمأنا
وأغرق قومه في الأرض نوح *** بدعوةِ: لا تذر أحداً فأفنى
ودعوة أحمد: رب اهد قومي *** فهم لا يعلمون كما علمنا
وكل المرسلين يقول: نفسي *** وأحمد: أمتي إنساً وجنا
وكل الأنبياء بدور هدي *** وأنت الشمس أكملهم وأهدى
نعتذر لك يا رسول الله عن قلوب قست و أعين فارقها الدمع و شوق ليس إليك و حنينا إلى غيرك..
اللهم إنا نسألك أن تعمر قلوبنا بحب نبيك صلى الله عليه و سلم.
و نسألك أن تملأ قلوبنا إجلالا لحضرته.
و نسألك أن تحنن قلوبنا شوقا للقائه.
و نسألك أن تجري دموعنا حنينا لرؤيته.
و نسألك أن تحشرنا في زمرته.
و نسألك ألا تحجبنا عنه بثقل خطايانا.
Saturday, 30 May 2009
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment