السلام عليكم و رحمة الله و بركاته يا شباب...
أتمنى من الله أن يوفقكم و إيانا إلى ما فيه الخير جميعا..اللهم آمين.
لقد وجدت أنه من الصعب ألا نتحدث مع أحبابنا و أن نتركهم بدون وصال فكانت هذه السلسلة من المقالات , سلسلة رقائق إيمانية. و سوف نتحدث فيها عن بعض الأمور التي تتعلق عن التفكر و السمو الروحي و صفاء النفس و تصحيح النوايا و الترقي بالنفس تحت مسمى الرقائق. و سوف ترتكز بإذن الله على حكم التابعين و رقائق الذاهدين مغلفة بكلام سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم و بالطبع تحت مظلة القرآن الكريم. آملا من الله سبحانه و تعالى أن يعلمنا من فيض علمه و أن يصب علينا من تقواه و خشيته ما ييسر لنا به دخول الجنة مع النبيين و في زمرة الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولائك رفيقا , ذلك الفضل من الله و كفى بالله عليما...
أرجوا أن تتحملوني و أسأل الله أن يجعلها خالصة إلى و جهه الكريم و أن يسدل علينا الستر في الدنيا و الآخرة و الله المستعان و عليه التكلان..
أحمد الله رب العالمين الذي من علينا بنعمه و كرمه و سخرنا من أجل طاعته و وضع بعض خلقه في خدمته و إختصهم بمحبته , سبحانه يختص برحمته من يشاء ..قوم جعلهم الله جند من جنده الصالحين و أسباب للنصرة و الرباط و كما قيل من قبل " و آل ياسر في البأساء قد صبروا على الأذى فغدوا للدين قربانا , يا أهل طيبة حي الله عنصركم , أنتم حماة الحمى شيبا و شبانا , أحببت المصطفى فإختار داركم دارا و جندكم للحق أعونا"
ما أجل منن الله سبحانه و تعالى حينما يسخر العباد في خدمته و يكونون للدين قربانا!!
و هذا ليس بضربة حظ كما يقولون أو بغير تدبير , بل لابد من السعي و العمل الدؤوب من أجل نيل الرفعة و المنزلة و الدرجات العلا...و من يهب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر..
و لكن لابد أن يفطن العقلاء لحقيقة هامة قد ترفع أقواما و تخفض أقواما..ألا و هي أن المرء بطاعته لله و كلما كان سالكا درب الصالحات أن يضع هذه الحقيقة في قلبه , أن الله سبحانه و تعالى من عليه بالطاعة و أنه ليس للإنسان من تدابير لكي يصبح هكذا إلا بفضل الله و منته.
و كما قال إبن عطاء الله :"لا تفرح بالطاعة لأنها برزت منك و إفرح بأنها برزت من الله إليك"
فإن الأعمال الصالحات هي في الحقيقة فيوضات من الله تبارك و تعالى يمن بها على من يشاء من عباده إن علم في قلوبهم خيرا..
و كما قيل :"إذا أراد أن يظهر فضله عليك خلق العمل و نسبه إليك"
و أيضا :"أوجب عليك وجود خدمته و ما أوجب عليك في الحقيقة إلا دخول جنته"
و هذه دعوة للإستبشار لكل من فتح عليه الله تبارك و تعالى لعمل الصالحات و الخيرات...
أبشر أيها الصوام , أبشر أيها المنفق , أبشر يا طالب العلم , أبشر يا كافل اليتيم , أبشر يا من تساعد المكفوفين و ذوي الإحتياجات , أبشر يا من تساعد المرضى , أبشر يا من تحفظ و تحفظ القرآن , أبشر يا ذا النفع المتعدي للغير من الناس...
فهذه جميعا أفضال من الله و بشرى برضوان منه و لكن إجعل دائما القاعدة الذهبية نصب عينيك:
قال تعالي :"قل بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"
إفرح بفضل الله عليك دائما إذا كنت موفقا من الله في عمل الصالحات و أعلم أن من وجد في طريقه سبل الخير دائما و نداء المحتاجين و يوفقه الله للإجابة فإعلم أنه في منة كبيرة و خير وفير..و الحسنة تجر الحسنة و إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين..
No comments:
Post a Comment