بسم الله و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و إمام المتقين و رحمة الله للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم خير من صلى و صام و عبد و قام و نصح للأنام , فشرف الله به هذه الأمة و بلغ به دين الإسلام و فتح به قلوب غلفا و آذانا صما و أعينا عميا فنال المراتب الراقية و المقام المحمود و الدرجة العالية الرفيعة...فاللهم إجزه عنا خير الجزاء برحمتك و جودك و كرمك و إجمعنا في زمرته و إحشرنا تحت لوائه و إسقنا من يده الشريفة شربة هنيئأ مرية لا نظمؤ بعدها أبدا..إنك ولي ذلك و القادر عليه , اللهم آمين..
قال إبن عطاء الله السكندري في حكمه: "كيف تخرق لك العوائد؟ و أنت لم تخرق من نفسك العوائد"
فهذه الحكمة هي أحد الثوابت الكونية التي وضعها الله تعالى بمثابة القانون الإلهي للعمل و الإجتهاد في هذه الحياة الدنيا. كيف يرجوا المرء أن يمكنه الله من الأمور في الدنيا و أن يجري له الآيات و هو لم يتحقق بمقام عبوديته لله. و كما قيل من قبل "من طلب العلا سهر الليالي". كلما تحقق الإنسان بمقام عبوديته لله و تمام تسليمه لمراد الله فيه , كلما من الله عليه بالفتوحات و كشف البصيرة. و ما يزال المرء يتقرب من الله في عباداته و طاعاته حتى يرقي في الدرجات بأن يصير من أولياء الله "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون". و لست أعني هنا وليا بالمجذوبين أو الدجالين كما يدعي دعاة الصوفية المعاصرين و الذين يتمسحون في الأضرحة و يذبحون الذبائح للأموات. و لكن الدين يثبت أن لله أولياء و من المعلوم عن طريق الشواهد و الأحداث أن بعض الصالحين كان لهم من الكرامات و الموافقات ما من الله عليهم به ليكشف لهم الأمور.
و أذكر لكم بعض المواقف و منها موقف سيدنا عمر رضي الله عنه عندما رأى سارية الجبل و ناداهم في الغزوة.
و منها أيضا موقف سيدنا عثمان ذو النورين: أن أنس بن مالك رضى الله عنه دخل عليه وكان قد مر بالسوق فنظر إلى امرأة فلما نظر إليه قال عثمان : يدخل أحدكم علىَّ وفى عينيه أثر الزنى؟ فقال له أنس : أوحيا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : لا، ولكن برهان وفراسة....
و منها موقف عقبة بن نافع في فتح القيروان عندما دعا الله أن يخرج السباع و الوحوش و الحيات فكان له ما دعا...
و منها قصة الرجل الذي كان يلزم الإستغفار دائما فكان الله يلبي له كل شئ يتمناه و قص ذلك للإمام أحمد إبن حنبل و أنه كان من ضمن ما تمنى أن يرى الإمام أحمد...
و منها قصة الإمام البوصيري حينما جائه الرسول صلى الله عليه و سلم في المنام و أكمل له قصيدة بردة المديح...
و لا يستطيع أحد أن ينكر وجود هذه الكرامات و الفيوضات على كثير من عباده المقربين. و لا نسرد هذا الكلام هنا من باب السمر و قص القصص و لكننا هنا نعرض لحقائق جرت و أحداث واقعية حدثت لأشخاص بعينهم قاموا بتحقيق مقام العبودية لله في أنفسهم فمن الله عليهم بإنارة البصار و كشف الحق و إلتماس الطريق القويم...
و في الحديث الشريف :"رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ".
و في حديث آخر :"إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم".
و أيضا في الحديث القدسي :"..و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها وإن سألني، أعطيته و لئن إستعاذني لأعيذنه...".
أخي الكريم و أعلم أن الإنسان لن تخرق له العوائد و تكون له الفتوحات بدون أن يؤثر الله على شهواته و يكون هواه مطابقا لما جاء به النبي "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به". و كيف يكون رقي العبد بين الخلق و هو لم يترقى بنفسه عن المعاصى و يترفع عن قبيح شهواته..و قد قيل من قبل :"كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته؟ أم كيف يرحل إلى الله و هو مكبل بشهواته؟"...
لابد دائما من السعى و العمل الدؤوب و مجاهدة النفس على ملازمة الطاعة و إجتناب المعاصى و كسر جموح النفس للشهوات..فما الذي جعل البخاري يكون الإمام البخاري ؟؟ و ما الذي فعله مالك ليكون الإمام مالك؟؟
و ما الذي جعل المجاهد الإمام أحمد إبن حنبل الذي حفظ لنا الدين في فتنة خلق القرآن؟؟
و ما الذي جعل سيدنا سعد بن معاذ يهتز له عرش الرحمن عند موته بعد ست سنوات فقط من إسلامه؟؟
و سيدنا حنظلة الذي غسلته الملائكة؟؟
كيف كان هؤلاء كذلك؟؟ هل كان بالدعة و الراحة و النوم و الإنغماس في الشهوات و الغرق في الملزات؟؟ هل كان هذا بمحض الصدفة أو من قبيل الإعتباط؟؟
أخي الكريم \ أختي الكريمة...
تحقق بفقرك يمدك بغناه , تحقق بذللك يمدك بعزه , تحقق بتواضعك يمدك برفعته , تحقق بعبوديتك يمدك ببصيرته , تحقق بمعيته يمدك بأنسه....
و أختم بقول الحق تبارك و تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"..
فاختر لنفسك الطريق!!
Saturday, 11 July 2009
Saturday, 4 July 2009
رقائق إيمانية (4) - قضاء حوائج الناس
الحمد لله رب العالمين..الحمد لله الذي من علينا بالطاعات , و نوع لنا أجناس الصالحات لكي نلتمس الطريق للقرب منه و السكون في طاعته و الرقي في جنته..
سبحانه جعل لنا في النبي صلى الله عليه و سلم قدوة و في أفعاله دستورا و في أوامره أحكاما و في أفعاله تمثيلا لنا و تشبيها بأفعاله حيث قال الله تبارك و تعالى "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا"..
فاللهم إجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن دعوته و رسولا عن رسالته…النبي محمد صلى الله عليه و سلم الذي يرشدنا إلى أحب الطاعات و أجل القربات إلى الله سبحانه و تعالى…فما هي أجل القربات؟؟؟
لقد ورد عن الرسول الكريم الكثير من الأحاديث في الترغيب في قضاء حوائج الناس
فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في المسجد شهرا ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ) رواه الطبراني في الكبير ، وابن أبي الدنيا وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة...
فما ذكر في هذا الحديث هو خير الأعمال و أحبها إلى الله...
و لكن كيف تدخل السرور على مسلم؟؟؟ المجالات كثيرة بهذا الصدد فحدث و لا حرج و لله الحمد و منها:
تصدق على فقير...
تساعد الناس على إيجاد وظيفة...
زيارة المرضى و الإحتفال مع الأيتام..
شراء الدواء للفقراء المرضى و المساعدة في علاجهم...
إحضار الهدايا للأطفال...
قضاء دين المدينين...
تقوم بمساعدة زوي الإحتياجات الخاصة...
تنفيس كربة عن صديق لك و محاولة معاونته على إيجاد حلول لها...
تنظيف المنزل و ترتيبه...
إطعام الطعام...
كفالة المحتاجين...
مساعدة الشباب على الزواج..
من إحتاج إلى مجهودك بدنياً أو ماديا بصفة عامة من أشياء تستطيع بها إدخال السرور على المسلمين...
و فوق كل ذلك خدمة الأم و الأب و الأهل...
و للأسف تجد أن الكثير من الناس يتكاسل بل و يبخل بمجهوده و ماله من أجل خدمة الأخرين , و أحيانا يكتفي بالصلاة و الصوم و التسبيح و يهتم فقط بالعبادات الذاتية الغير متعدية النفع , على الرغم من أن الدين الإسلامي مبني على خدمة الأخرين و الإثرة و النفع المتعدي "و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة"..
و قديما قيل "ما إستحق أن يولد من عاش لنفسه فقط" فإن الإمم و الحضارات لا تبنى إلا بسواعد أقوام ضحوا بأنفسهم و أرواحهم و كل ما يملكون و لازلنا نكرر القانون الأزلي القرآني: "إن الله إشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون , وعدا عليه حقا في التوراة و الإنجيل و القرآن , و من أوفي بعهده من الله فإستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به"
نعم , صدقت يا الله و كيف لا نستبشر و أنت ربنا و كيف لا نستبشر و أنت المكافئ و أنت المجازي على الأعمال...
فما هو جزاء الساعين في قضاء حوائج الناس؟؟
إليك البرهان من كلام سيد المرسلين و لكن لا تنسى الصلاة عليه:
((إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس،حببهم إلى الخير،وحبب الخير إليهم،هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة)). ففي الصحيحين عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
وفي الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: (من كان في حاجة أخيه
كان الله في حاجته)
وقد ورد في الحديث القدسي: “يا ابن آدم أنفق ينفق عليك”، وقيل
“صنائع المعروف تقي مصارع السوء”
وروي
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من مشى في حاجة أخيه كان
خيراً له من اعتكافه عشر سنين ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه الله
جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق كل خندق أبعد مما بين
الخافقين”
و أما من أعرض عن مساعدة الناس فإنه يكون بذلك قد حرم نفسه من الثواب الكثير و يكون أيضا قد عرض نعمة الله عليه للزوال:
فعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: “ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ثم جعل
من حوائج الناس إليه فتبرم فقد عرض تلك النعمة للزوال"
فيا من من الله عليه بالنعم , يا من من الله عليك بالصحة و الناس مرضى , و يا من من الله عليه بالمال و الناس فقراء , و يا من رزقه الله الطعام الكثير و الناس جوعى , و يا من أعطاه الله الوقت الكثير و الناس مشغولون , و يا من أعطاه الله العلم و الذهن اليقظ و الناس لا يملكون العلم و لا الذهن النشط القوي
هلموا جميعا لخدمة الآخرين فإن الله إستودعكم على نعمه فناظر كيف تعملون , هل تعيشون بها لأنفسكم فقط أم تساعدوا الآخرين حتى يفرج عنكم و يعينكم وقت الضائقة و تجدونه قريبا منكم في شدائدكم..
و تذكر إستجابة الله تعالى لسيدنا زكريا حيث قال "فإستجبنا له و وهبنا له يحي و أصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغبا و رهبا و كانوا لنا خاشعين"
و تذكر أيضا منة الله تبارك و تعالى لسيدنا موسى حينما سقى للمرأتين اللتين كانتا تزودان و كافئه بالزوجة الصالحة...و تذكر الصحابة و التابعين الذين ملأت الكتب و المخطوطات بسيرتهم العطرة و سعيهم في قضاء حوائج الناس..
و لنعلم جميعا أننا نتعامل مع رب كريم لا يخزي عمل العاملين و لا يضيع أجر المحسنين , سبحانه يقرضنا من ملكه ثم يستقرضنا منه حتى يدخلنا جنته و هو الغني عنا و عن أفعالنا سبحانه و تعالى...
سبحانه جعل لنا في النبي صلى الله عليه و سلم قدوة و في أفعاله دستورا و في أوامره أحكاما و في أفعاله تمثيلا لنا و تشبيها بأفعاله حيث قال الله تبارك و تعالى "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا"..
فاللهم إجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن دعوته و رسولا عن رسالته…النبي محمد صلى الله عليه و سلم الذي يرشدنا إلى أحب الطاعات و أجل القربات إلى الله سبحانه و تعالى…فما هي أجل القربات؟؟؟
لقد ورد عن الرسول الكريم الكثير من الأحاديث في الترغيب في قضاء حوائج الناس
فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في المسجد شهرا ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ) رواه الطبراني في الكبير ، وابن أبي الدنيا وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة...
فما ذكر في هذا الحديث هو خير الأعمال و أحبها إلى الله...
و لكن كيف تدخل السرور على مسلم؟؟؟ المجالات كثيرة بهذا الصدد فحدث و لا حرج و لله الحمد و منها:
تصدق على فقير...
تساعد الناس على إيجاد وظيفة...
زيارة المرضى و الإحتفال مع الأيتام..
شراء الدواء للفقراء المرضى و المساعدة في علاجهم...
إحضار الهدايا للأطفال...
قضاء دين المدينين...
تقوم بمساعدة زوي الإحتياجات الخاصة...
تنفيس كربة عن صديق لك و محاولة معاونته على إيجاد حلول لها...
تنظيف المنزل و ترتيبه...
إطعام الطعام...
كفالة المحتاجين...
مساعدة الشباب على الزواج..
من إحتاج إلى مجهودك بدنياً أو ماديا بصفة عامة من أشياء تستطيع بها إدخال السرور على المسلمين...
و فوق كل ذلك خدمة الأم و الأب و الأهل...
و للأسف تجد أن الكثير من الناس يتكاسل بل و يبخل بمجهوده و ماله من أجل خدمة الأخرين , و أحيانا يكتفي بالصلاة و الصوم و التسبيح و يهتم فقط بالعبادات الذاتية الغير متعدية النفع , على الرغم من أن الدين الإسلامي مبني على خدمة الأخرين و الإثرة و النفع المتعدي "و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة"..
و قديما قيل "ما إستحق أن يولد من عاش لنفسه فقط" فإن الإمم و الحضارات لا تبنى إلا بسواعد أقوام ضحوا بأنفسهم و أرواحهم و كل ما يملكون و لازلنا نكرر القانون الأزلي القرآني: "إن الله إشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون , وعدا عليه حقا في التوراة و الإنجيل و القرآن , و من أوفي بعهده من الله فإستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به"
نعم , صدقت يا الله و كيف لا نستبشر و أنت ربنا و كيف لا نستبشر و أنت المكافئ و أنت المجازي على الأعمال...
فما هو جزاء الساعين في قضاء حوائج الناس؟؟
إليك البرهان من كلام سيد المرسلين و لكن لا تنسى الصلاة عليه:
((إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس،حببهم إلى الخير،وحبب الخير إليهم،هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة)). ففي الصحيحين عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
وفي الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: (من كان في حاجة أخيه
كان الله في حاجته)
وقد ورد في الحديث القدسي: “يا ابن آدم أنفق ينفق عليك”، وقيل
“صنائع المعروف تقي مصارع السوء”
وروي
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من مشى في حاجة أخيه كان
خيراً له من اعتكافه عشر سنين ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه الله
جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق كل خندق أبعد مما بين
الخافقين”
و أما من أعرض عن مساعدة الناس فإنه يكون بذلك قد حرم نفسه من الثواب الكثير و يكون أيضا قد عرض نعمة الله عليه للزوال:
فعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: “ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ثم جعل
من حوائج الناس إليه فتبرم فقد عرض تلك النعمة للزوال"
فيا من من الله عليه بالنعم , يا من من الله عليك بالصحة و الناس مرضى , و يا من من الله عليه بالمال و الناس فقراء , و يا من رزقه الله الطعام الكثير و الناس جوعى , و يا من أعطاه الله الوقت الكثير و الناس مشغولون , و يا من أعطاه الله العلم و الذهن اليقظ و الناس لا يملكون العلم و لا الذهن النشط القوي
هلموا جميعا لخدمة الآخرين فإن الله إستودعكم على نعمه فناظر كيف تعملون , هل تعيشون بها لأنفسكم فقط أم تساعدوا الآخرين حتى يفرج عنكم و يعينكم وقت الضائقة و تجدونه قريبا منكم في شدائدكم..
و تذكر إستجابة الله تعالى لسيدنا زكريا حيث قال "فإستجبنا له و وهبنا له يحي و أصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغبا و رهبا و كانوا لنا خاشعين"
و تذكر أيضا منة الله تبارك و تعالى لسيدنا موسى حينما سقى للمرأتين اللتين كانتا تزودان و كافئه بالزوجة الصالحة...و تذكر الصحابة و التابعين الذين ملأت الكتب و المخطوطات بسيرتهم العطرة و سعيهم في قضاء حوائج الناس..
و لنعلم جميعا أننا نتعامل مع رب كريم لا يخزي عمل العاملين و لا يضيع أجر المحسنين , سبحانه يقرضنا من ملكه ثم يستقرضنا منه حتى يدخلنا جنته و هو الغني عنا و عن أفعالنا سبحانه و تعالى...
Subscribe to:
Posts (Atom)